مواجهات ومظاهرات عقب استشهاد أبو حمدية






اندلعت مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي في عدة مدن بالضفة الغربية، بينما خرج الآلاف في مسيرات حاشدة بقطاع غزة احتجاجا على استشهاد الأسير ميسرة أبو حمدية أمس الثلاثاء في أحد سجون الاحتلال الإسرائيلي الذي حملته قوى وطنية وإسلامية -إلى جانب السلطة الفلسطينية- مسؤولية وفاته.
وسجلت أشد المواجهات في مدينة الخليل -مسقط رأس أبو حمدية (64 عاما)- حيث أصيب عدد من الشباب -بينهم صحفيان- بالرصاص المطاطي، إضافة إلى حدوث حالات اختناق بالغاز خلال المواجهات التي تركزت في البلدة القديمة من المدينة.
وقالت مراسلة الجزيرة جيفارا البديري إن تلك المواجهات أسفرت عن إصابة نحو أربعين شخصا بالرصاص المطاطي.
كما اندلعت مواجهات مماثلة قرب سجن عوفر الإسرائيلي غرب رام الله، بعد أن تظاهر عشرات الفلسطينيين أمام السجن وهم يرفعون الأعلام الفلسطينية وصور الشهيد أبو حمدية وقدامى الأسرى لدى الاحتلال.
وأكدت مصادر فلسطينية أن مواجهات أخرى اندلعت في مدينة نابلس، وأسفرت عن سقوط جرحى جراء الاختناق والرصاص المطاطي، وسط تحذيرات شعبية من اتساع رقعة الاحتجاجات ضد الممارسات الإسرائيلية بحق الأسرى.

مسيرة نظمت في نابلس احتجاجا على وفاة أبو حمدية بالسجون الإسرائيلية (الأوروبية)
احتجاجات بالسجون
وأعلن نادي الأسير الفلسطيني أن ثمة احتجاجات وقعت في عدة سجون إسرائيلية نقل بعض الأسرى على إثرها إلى العيادات الطبية بسبب حالات الاختناق الناجمة عن الغازات المدمعة التي أطلقها حراس السجن.

وقال النادي إن "عمليات قمع تجري الآن" في سجن ريمون يقودها نظيم سبيتي -وهو أحد كبار ضباط مصلحة السجون- وقد نقل العديد من الأسرى إلى العيادات، مؤكدا أن العمليات ما زالت مستمرة.
وأشار نادي الأسير أيضا -في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه- إلى أن ثمة طرقا على الأبواب في سجن نفحة، وأن هناك أنباء عن حرق الأغطية في سجن إيشل، وأن عددا كبيرا من الأسرى يعتصمون داخل الساحة ويرفضون الدخول إلى الغرف.
وأكد وزير شؤون الأسرى والمحررين الفلسطيني عيسى قراقع أن اشتباكات وصدامات عنيفة تدور حاليا بين الأسرى ومصلحة السجون الإسرائيلية عقب وفاة الأسير أبو حمدية.
وأضاف قراقع أن أكثر من خمسين أسيرا أصيبوا إثر عمليات القمع المتواصلة للأسرى داخل السجون، مشيرا إلى أن الأسرى سيخوضون إضرابا عن الطعام اعتبارا من اليوم الأربعاء ويستمر ثلاثة أيام في كافة السجون.

مسيرات غزة 
وفي قطاع غزة، ردد المشاركون في المسيرات -التي دعت لها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وشاركت فيها مختلف الفصائل الفلسطينية- هتافات تطالب بالرد على جرائم الاحتلال وانتهاكاته المستمرة بحق الأسرى.

وكانت كبرى المسيرات في مدينة غزة، حيث توجهت إلى خيمة عزاء أقيمت للأسير المتوفى في ساحة السرايا في وسط القطاع. وشهدت رفح ودير البلح والشمال وخان يونس مسيرات مماثلة، رددت خلالها هتافات مناصرة للأسرى، وتخللتها كلمات تدعو لوقفات شعبية لنصرة الأسرى.
ومن جهة أخرى، أعلنت القوى والفصائل في قطاع غزة أنها تدرس التطورات الخطيرة في سجون إسرائيل، وستتخذ القرارات المناسبة للرد على الجرائم المرتكبة بحق الأسرى.
وأكد خضر حبيب القيادي في حركة الجهاد الإسلامي -في مؤتمر صحفي بغزة- أن الفصائل الفلسطينية تتدارس هذه التطورات الخطيرة وطريقة الرد عليها.
وتوعدت حركة حماس إسرائيل بأنها "ستندم" على ذلك، وقال المتحدث باسمها سامي أبو زهري لوكالة الصحافة الفرنسية إن حركته "تتابع باهتمام وقلق كبيرين التطورات الخطيرة في السجون الإسرائيلية واستشهاد الأسير ميسرة أبو حمدية، وتؤكد أن الاحتلال سيندم على استمرار جرائمه".
واعتبرت منظمة التحرير الفلسطينية "تعمد سلطات الاحتلال إهمال علاج أبو حمدية جريمة ضد الإنسانية مع سابق الإصرار والترصد، وخرقا صريحا للقانون الدولي والبند 92 من اتفاقية جنيف على نحو خاص".

اعتدال شقيقة الأسير أبو حمدية الذي أُعلنت أمس وفاته في سجن الاحتلال الإسرائيلي(الجزيرة)
مسؤولية الاحتلال
وقد حملت الرئاسة الفلسطينية الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية وفاة أبو حمدية، بينما أعلنت فصائل وقوى فلسطينية عزمها استخدام كل السبل للإفراج عن الأسرى، ونددت في الوقت نفسه بوفاة الأسير مع اتهامات بالإهمال الطبي من جانب سلطات السجون الإسرائيلية، ومطالبات بتدخل دولي ودعوات للإضراب الشامل.

واتهم الرئيس محمود عباس حكومة بنيامين نتنياهوبالتعنت والغطرسة برفضها التجاوب مع الجهود الفلسطينية للإفراج عن أبو حمدية لتلقي العلاج من المرض العضال الذي كان يعاني منه.
وحذر الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة من أن "استمرار اعتقال الأسرى والإهمال الطبي يؤديان لتداعيات خطيرة".
المصدر:الجزيرة + وكالات

مواضيع ذات صلة